التاريخ: 04.02.2020

بلدية عجمان تجمع عمارة الماضي وأصالته بتكنولوجيا المستقبل من خلال منتدى “رواق”

بحضور سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط، نظمت الدائرة منتدى “رواق” تحت عنوان “عمارة المكان” في مرسى عجمان، والذي يجمع نخبة من المعماريين والمطورين تحت سقف واحد لمناقشة موضوع عمارة المكان، وتضمن المنتدى عدة محاور منها مولدات الهوية، ابنِ تاريخ المستقبل، الهوية في عصر التبادل، موضوع عن عمارة المكان، ونقاش مفتوح عن الهندسة المعمارية، وذلك بمشاركة فاعلة من المعماري عمران العويس مؤسس شركة أرض، والمعماري أحمد آل علي الرئيس التنفيذي ل«إكس آركيتكتس»، والمهندس إسلام المشتولي معماري ومصمم حضري، والمهندس معاذ أبو زيد معماري ومصمم حضري، وريما السامرائي صحافية في مجال العمارة، كما رافق الحدث ورشة تفاعلية بعنوان “تصور المكان” للمهندسة مريم الملا مؤسسة استديو مبدأ للتصميم.

وشدد سمو الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الدائرة، على ضرورة تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، معتبراً منتدى رواق بأنه هام من ناحية هندسة البناء والتعاون الثقافي والحضاري يسعى نحو مدن ذكية وتفاعلية تلبي متطلبات العصر الحديث.

كما أننا نفخر بازدهار وتطور المجال العقاري في دولة الإمارات، ومع ظهور أسلوب دولي جديد في الهندسة المعمارية، لابد من التوجه نحو هذا النهج الجديد وتبنيه في عمارة الإمارة، ونهدف لتعزيز الثقافة المحلية بالرجوع إلى تاريخ وثقافة وتراث المنطقة، ومعرفة كيفية التقاط الروح المحلية والعمل بما يتماشى مع عناصر الطبيعة.

كما نؤمن بأن التكنولوجيا تلعب دوراً حاسماً في توجيه المشاريع الهندسية الإبداعية، فهي تساعد على بناء استراتيجية الابتكار وتعزز المنافسة لضمان وضع تنافسي قابل للاستمرار ليكون جزءاً من التراث المستدام وتطوير البنية التحتية.

ونتطلع في الدائرة في الاستفادة من المناقشات والآراء حتى يتم ترجمة مخرجات الرواق إلى خطط عمل تساهم الارتقاء بالعمارة بصفة خاصة وقطاع التشييد والبناء والتطوير العقاري بصفة عامة، ونأمل أن يهيئ المنتدى فرصاً فريدة للدخول في مشاريع هندسية جديدة.

وقال المهندس محمد بن عمير، مدير إدارة التخطيط والمساحة في الدائرة، نسعى أن يكون منتدى رواق منصة لمناقشة المواضيع التي تواجهه عمليات البناء والتشييد والتطوير العقاري على اختلاف ظروفها، وكذلك تتطلع إلى تبادل الخبرات ومشاركة الأفكار واستعراض التجارب المميزة في العمارة العربية والعالمية بهدف تنمية وتطوير القدرات المعمارية في مشاريع التنمية العمرانية والتطوير العقاري المنتشرة في إمارة عجمان.

وجاء اختيار موضوع الرواق الأول (عمارة المكان) من أجل إضافة المزيد من الأضواء على أهمية الربط بين العمارة وهوية المكان الثقافية والبيئية في مشاريع التنمية العمرانية والتطوير العقاري المماثلة لتحقيق الاستفادة القصوى من تلك المشاريع.

حيث تم جمع نخبة ممتازة من المعماريين والمطورين الذين يحملون أفكارا حضارية زاهية ومتقدمة وممتازة في مجال العمارة ويمتلكون خبرات متميزة في موضوع النقاش.

وقدم المهندس المعماري أحمد آل علي، مجموعة من المشاريع الهندسية التي تمحورت حول عنوان المنتدى “عمارة المكان”، حيث قام بتوسيع أفق العمارة وبيان مساحة المكان وتعدد محاوره ونوه على عدم إمكانية حصره في محور واحد، حيث عرض عدة مشاريع بمناطق مختلفة ركزت على البيئة البحرية والصحراوية والجبلية وإظهار عناصر الطبيعة مثل النباتات والحيوانات وغيرها من العناصر، وأكد على ضرورة احترام المهندس للطبيعة وإبراز جمالها في تفاصيل التصاميم الهندسية.

واستعرض المهندس المعماري عمران العويس، بعض المشاريع المحلية المبتكرة في إمارتي دبي والشارقة ومنطقة العين، وركز على ضرورة الأخذ بالاعتبار عناصر الطبيعة ومساحة المكان والعادات والتقاليد الإماراتية التي تركيز على الخصوصية في تصميم المنازل، كما أن دراسة تاريخ الإمارة ورغبات العميل قبيل البدء بالتصميم الهندسي ضرورية جدا للتمكن من خلق بيئة مريحة له، والخروج بتصميم يتماشى مع تاريخ وطبيعة الإمارة.

أما المهندسان إسلام المشتولي ومعاذ أبو زيد، قاما بالتركيز على أن التصميم الهندسي يجب أن يحاكي الطبيعة ويسرد قصة ملهمة، ومن أبرز التحديات هي كيفية تحويل المساحة إلى مكان عصري وذكي مع التمسك بتاريخ وأصالة المكان بربطه بالنسيج الحضري وتطور العمران، كما أن التصاميم التي عرضاها خلال المنتدى، جسدت جمال الصحاري ورسمت حركة الرمال وانسيابها في تفاصل العمارة، وعززت قيمة التراث المحلي للمنطقة وأصالة الماضي.

كما ركزا على تسخير التكنولوجيا لتصميم مدن ذكية وتفاعلية وتحويل المباني ذات الطابع التاريخي والثقافي إلى محطة حيوية تحتفي بكل طبقات التاريخ المعقدة، مع ضرورة احترام العمارة القديمة وثقافتها وأصالتها وتجسيدها خلال خلق ابداع حضري.

ونوهت الصحافية في مجال العمارة ريما السامرائي، على أن الحضارة في الشرق الأوسط برزت في الهندسة المعمارية ولها تاريخ قديم منذ نصب الخيام العربية في الصحاري التي تميزت بتقسيماتها المبنية على العادات والتقاليد العربية واحترام خصوصية الافراد بفصل مجالس النساء عن الرجال والتي مازالت متواجدة إلى يومنا هذا ويجب مراعاتها في التصاميم الهندسية الحضرية في المنطقة، كما نلاحظ اختلاف التصاميم الهندسية واستخدامات المساحات المنزلية عبر مرور الزمن، ومن الأمور التي من المحزن تناقص الاهتمام بها هي تقلص مساحة الفناء الذي كان يعد  نقطة تجمع أفراد المنزل ومركز لعديد من الأنشطة والاحتفالات.

وقالت المهندسة مريم الملا عن الورشة التفاعلية “تصور المكان” المصاحبة للمنتدى، أن منتدى رواق يختص بهوية المكان، ونسعى من خلال هذه المنصة إلى المساهمة بخلق مشاريع هندسية جديدة ومبتكرة من خلال الرجوع لمبادئ العمارة، كما تعزز الورشة عملية إدراك الفرد لكيفية النظر للمساحة والتمكن من تصور المكان الذي يحدد هوية العمارة، ف لكل فرد منظوره الخاص عن المساحة، ولدينا ثلاث خطوات رئيسة في هذه الورشة التفاعلية تركز على التحليل والنقاش لأبعاد المكان والمساحات.

Share: